Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
يوميات عفريت
الأكثر رواجا

حكاية يمني هارب عبر الحدود: تاجر تصدير دولي (الجزء الثاني)

ويستمر نواف في سرد قصته:

[كان راجح صاحب المتر ذكيا اكتشف فورا أني بحاجة إلى صبوح وشاهي فمن بجاحتي رفضت تناول الصبوح في البيت مدعيا أني مستعجل وأن المنظمة توفر لنا كل الوجبات من مطعم الشيباني، وأثناء تناول سندويتش الطعمية وشرب الشاهي شرح لي راجح طبيعة العمل فأولا علي السفر إلى صعدة وهناك سوف أنزل عند زملاء له يعملون في بيع القات الحالي الغالي الوارد من مناطق مثل البيضاء الذي يرسله إليهم يوميا وهناك يباع بالريال السعودي العملة الوطنية الحقيقية، وبعد فترة تدريب سوف أشارك معهم في تهريب القات إلى داخل السعودية حيث يباع القات هناك بأسعار مرتفعة، وعندما ابديت له خوفي من القتل أو الحبس طمأني كثيرا وأن كل الأمور محسوبة وأن العائد الكبير من هذه التجارة سيجعلني غنيا في غضون سنة او سنتين بالكثير.

وافقت على الفكرة فورا هروبا من مشاكل العائلة، وأيضا لأني فكرت أن التسلل إلى داخل الأراضي السعودية سوف يوفر فرصة للهروب إلى بلاد البترول والعمل في أي مجال كما يحدث مع كثيرين سمعت قصصهم وحكاياتهم تم تهريبهم إلى بلاد البترول وهم هناك يعملون متخفين.

لم يتأخر راجح وساقني فورا إلى السوق وهناك كانت سيارة زميل له تنتظره فأركبني بجوار شوالات لا ادري ما فيها وأوصى بي السايق، وانطلقنا سريعا إلى صعدة، وبعد ساعات قليلة كنا في المكان المحدد نوزع ما في الشوالات على شباب وصبيان كانوا ينتظرون السيارة بلهفة وكان الانزعاج باديا عليه بسبب تأخر السيارة على غير المعتاد.

وبدوره أوصى السايق أحد البايعين من منطقتي أن يجعلني معه حتى أتدرب على العمل (لحظتها فهمت سبب سؤاله أوما رآني: من أينا أنت) وأعطاني عدة حزم من القات حملتها فوق ظهري بعد أن وضعتها في السماطة وسرت وراء صاحبي الجديد وكان لطيفا وبسرعة تعارفنا وشعرت أني منسجم معه جدا وهو يقص لي عن طريقة حياتهم هنا والقصص الظريفة التي تحدث لهم مع الموالعة.

وفي خيمة على شكل صندقة استقر بنا المقام وبدأ يعلمني أسرار البيع والسوق وطبائع الناس هنا وطمأني كثيرا أنه سيكون معي مثل أخي الكبير، وتعلمت منه أين أقضي حوائجي الخاصة في الخلاء وكنا نذهب معا لتناول الطعام في محلات يسمونها مطاعم.

واستقرت حياتي نوعا ما، وكانت السيارة تأتي يوميا، وفي نهاية الشهر الأول أرسلت رسالة مع سايق السيارة إلى الوالد طمأنته على أموري وأني استلمت العمل ووعدته بمصاريف عند استلامي لأول راتب. وطبعا حذرت سايق السيارة من أول يكشف أي معلومات عن مكاني وعملي للوالد ويكتفي فقط بالقول إن الرسالة وصلت إلى المكتب الرئيسي وكلف هو بتوصيلها.

ومرت الأيام ونحن نستلم القات ونبيعه ونعيش حياتنا ما بين الخيمة الخاصة بي التي اشتريتها كلع وصرت مستقلا في عملي وحياتي لكن ربطت نفسي بصاحب البلاد. ومع انشغالي بالعمل إلا أنني ظليت أتذكر فكرة صاحب المتر في الدخول إلى السعودية لتهريب القات وتهريب نفسي في الأخير في الفرصة المناسبة بعد أن أجمع مبلغ مناسب من المال وكانت فرحتي كبيرة عندما استلمت اول رسالة من والدي بخط أختي الذي أعرفه وفيه فرحتهم بأخباري وباستلام أول مصاريف بالريال السعودي ولم تخلو الرسالة من أخبار مزعجة عن الزواج وأسماء البنات المرشحات وكلهن متعلمات إلى مستوى كبير وافق أهلهم على زواج بناتهم من شخص يعمل في منظمة دولية أوروبية (تم تعديل جنسية المنظمة الدولية لزيادة أهميتي عند البنات). ويومها أصابني الغم والهم وخزنت معظم القات المفروض أبيعه وغرمت قيمته من ضماري].

يتبع…

زر الذهاب إلى الأعلى