يوميات عفريت

حياة اليمني مليئة بالحكايات الحزينة فائقة الميلودراما والقصص المرعبة والفجائع والمآسي والاكشن من يوم ميلاده إلى يوم مماته وصحيح ان هذا يجعله جاهزا لمرحلة ما بعد الموت وعذاب القبر التي يقبل عليها سعيدا عكس بني آدم الآخرين إلا انها تصلح لتكون مادة لسلسلة مسلسلات رعب وحزن وبكاء مكسيكية وتركية وأفلام هندية لا تنتهي الى ان ينتحر المكسيكيون والأتراك والهنود حزنا وتعاطفا مع الشعب اليمني الذي لن ينسى هذا التعاطف الإنساني معه وسوف يحرصون على حضور مراسيم دفن المتعاطفين وحضور ولائم الغداء والعشاء طوال أيام الحداد اي اربعين يوما لا تنقص يوما.
هذه الحقاىق تتيح لليمنيين فرصة لكتابة يومياتهم وذكرياتهم عن كل مشاكلهم ومآسيهم مع أنفسهم ومع أقاربهم ودولتهم وعقال حاراتهم ومشايخ قبائلهم ومن باب أولى المشرفين ومجانين المليشيات ولصوص المؤسسات الحكومية المختلفة والعسكر والشرطة والنصابين الرسميين والشعبيين وموظفي الضرائب والجمارك والزكاة والمناسبات الدينية والوطنية والمؤجرين والمقاوتة والمدارس الخاصة ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم وغيرهم ممن يساهمون ليل نهار في عكننة حياة اليمني بكل الوسائل المتاحة لهم وتطفيشه من الحياة في بلده ودفعه اما للانتحار الفعلي او المشاركة في اي حرب تشتعل قبلية/إقليمية/عالمية/حروب الفضاء وديناصورات ولو لم يكن له علاقة بها او النزوح الى خارج البلاد باي وسيلة عبر الجبال او البحر ومواجهة الموت بصدور رحبة وابتسامات عريضة رافعين شعارات تناسب كل حالة اما شارة النصر V او نشيد ما نبالي ما نبالي او الجنوب قادم.
يوميات عفريت ستكون فرصة ايضا لكل مسؤول سابق او لاحق فاسد او صالح نازحين في كل مكان او حانبين في الوطن المعطاء فالمجال مفتوح لكل اليوميات والذكريات والانطباعات والاعترافات من اي نوع وشكل.
والايام مع اليمني انواع يوم عليه ويوم على رأسه ويوم حفرة تحته ويوم يموت فيه.