الحوثيون والانتقاليون وحراس الجمهورية هي ثلاثة مليشيات خربت اليمن وعصدتها عصيد وقسمتها فعليا بينها وكله في السوء والفشل سواء وأسوأ ما فيه القواسم المشتركة بينها من التمرد على الدولة والحلول محلها وممارسة النهب والعنف والعنصرية أو المناطقية أو القبلية العائلية والارتباط بدول خارجية ومشاريعها التي جلبت الخراب والتمزق لليمن اليمنيين.
وكل من هذه المليشيات الثلاثة متمردة أصلا على الدولة اليمنية وترفض الاعتراف بها واقعيا وتستقل بسيطرتها على أجزاء من البلاد تديرها لمصلحة أمرائها وقادتها ومع ذلك فهذه المليشيات هي أعلى الأصوات صراخا وتنديدا ضد بعضها بتهمة التمرد والخروج على الدولة.
ولأنها ثلاثة كوارث جلبت الشقاء على اليمن ومتخادمة بشكل أو بآخر وقصدا وعفوا فسوف نتناولها واحدة واحدة لنسجل للتاريخ قصة المليشيات المبهررة.
والشقي الأول هو المليشيات الحوثية التي بدأت تمردها وحربها على الدولة واليمنيين المعارضين لها ووصلت إلى احتلال صنعاء ومعظم البلاد وأسقطت مؤسسات الدولة وانقلبت على الدستور والتوافق الوطني في مؤتمر الحوار الوطني وانتهكت بذلك الدستور وكل القوانين ونصبت من نفسها سلطة أمر واقع بالحديد والنار، والمفارقة المضحكة أنها تلقي القبض على مواطنين وتحاكمهم بتهمة الخيانة وبتهمة أنهم خارجين عن الدستور والقانون متآمرين على الدولة ويقترفون جرائم ماسة بأمن الدولة وإعانة العدو التخابر مع دولة أجنبية وتحكم على بعضهم بالإعدام وتقتلهم أمام الناس والكاميرات الفضائية وتصادر ممتلكاتهم.
مليشيات الحوثيين هذه تمارس كل مهام الدولة في الاستيلاء على مئات المليارات من الإيرادات العامة والضرائب والجمارك والإتاوات والرسوم غير القانونية التي تفرض على المواطنين في المناسبات الدينية والمذهبية والحقوق التي كانت مجانية مثل التعليم والصحة فإذا حان وقت صرف مرتبات صغار موظفي الدولة (لأن الكبار وموظفي المؤسسات المحظوظة يستلمونها شهريا) تتبرأ منها باعتبار ذلك من مسؤولية العدوان والمرتزقة في مأرب ولأنهم أفتوا بأن كل القوانين الدولية والشرائع السماوية تؤكد أن مرتبات الموظفين لا تصرف حصريا إلا من عائدات البترول والغاز المستخرج من الأرض وليس من مليارات الإيرادات العامة.
من بهررة هذه المليشيات أنها تطالب بفك الحصار عنها وهي تحاصر ملايين اليمنيين في تعز وتقطع الطرقات الرئيسية بين المحافظات وتحول حركة المواطنين إلى جحيم حقيقي. ترفع صرخاتها إذا أوقفت شحنات الوقود والغاز القادم من مأرب وهي التي تقصف موانئ تصدير البترول والغاز في حضرموت وشبوة وتوقف تصديره بحجة أن لها نصيب في إيراداتها.
تطالب بوقف الحرب والعدوان وهي التي تحارب وتقصف في كل مكان من تعز ومأرب إلى حضرموت شبوة تستخف في خطابها الإعلامي الناس على طريقة فرعون الطاغية وإلا فإن السعودية والإمارات قد أوقفتا الحرب من جهتهما بالصميل الأمريكي وخصوصا التيار المتصهين الانحلالي في الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا والإمارات بالذات حولت آلتها الحربية لضرب خصوم الحوثي في مأرب وسيئون وأبين وحضرموت وبلغ من سلميتها مع الحوثي أنها امتنعت عن أي إجراء يضر الحوثيين الذين اغتصبوا باخرة تملكها ونهبوا حمولتها مع أن الإمارات لا تتردد في قتل قوات الجيش الوطني اليمني إذا تمرد عليها أو على مليشياتها وقتلت بسبب ذلك المئات من ضباط وجنود الجيش في العبر والعلم وشبوة.
كل ذا عصيد وإلا مش عصيد يا مبردقين يا بتوع الملازم.
