
البعض سوف يستغرب إدخال الجني الأوربي في باب يهتم بالجن والعفاريت اليمنيين أساسا، ولكن هناك مبررات لا يعلمها إلا من عاش مثلنا في بلاد الغربة في بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وروسيا وغيرها من بلاد الغرب الأوروبي، وهذه المبررات تسمح لنا أن نعطي للجني الأوربي هذه المساحة.
وباديء ذي بدء فإننا عندما وصلنا هذا البلاد (ونخص بالحديث بريطانيا العظمى) وجدنا سابقين لنا من الجن والعفاريت اليمنيين ونسبة منهم وصلت قبل عشرات السنين واستوطنوا وتزاوجوا مع نساء بريطانيا وكونوا عائلات كثيرة تناسلت بدروها فتكونت جالية يمنية كبيرة جدا جاءت معها بكل تقاليد اليمن وعاداتها وبلاويها ومشاكلها وبالتأكيد ومئة بالمئة فقد جاء معهم حاشية من الجن والعفاريت استوطنوا بدورهم بريطانيا وغيرها وزاحموا الجن الأوربيين في نشاطهم وعملهم مستفيدين من حقيقة أن النظام الاقتصادي البريطاني مرن ويسمح بالمنافسة الحرة ومستفيدين أيضا من الميزات المتوفرة للقادمين من الخارج الراغبين في العمل والاستقرار في بلاد الملكة إليزابيت الثانية ولو اضطروا لطلب اللجوء السياسي وإثبات استحقاقهم لذلك في جلسات الاستماع الرسمية مع لجان وزارة الداخلية والهجرة لأنهم نزحوا من اليمن بعد ان استولى عليها مردة الجن والعفاريت من الساسة والمليشيات التي لا تقبل مستضعفي الجن والعفاريت المستقلين ووصل الأمر إلى محاربتهم في أرزاقهم ووظائفهم وإحلال طوائف من جن الجن وأوسخ العفاريت بدلا منهم.
والمبرر الثاني هو أننا عرفنا بعد مرور فترة من حياتنا هنا أن الجن والعفاريت والارواح الشريرة والمظلومة لها تاريخ عريق في أوروبا ولها مدن مشهورة وحكايات تجعل الجن والعفاريت اليمنيين مجرد مساكين وهبلان مقارنة بالأوربيين، وأن الجني الخضعي الأوروبي شيطان كبير ولو هاجر إلى اليمن لصار سفيرا فوق العادة ونجما في السوشيال ميديا وقد يشكل مليشيات خاصة به ونفاجأ به عضوا في المجلس الرئاسي. ولو أردنا ان نعرف مكانة الجن والعفاريت والأشباح في الوعي الأوربي فيكفي فقط أن نلاحظ كمية أفلام الرعب والكائنات الفضائية والوحوش المتحولة في السينما عندهم فأكيد ان ذلك يمثل تراثهم مع هذه الكائنات العفارتية، وأيضا سوف نجد في الآداب الاوربية تراثا من الأعمال الأدبية عن الجن والعفاريت مثل الأديب البريطاني شكسبير (يساوي عندنا في الشهرة عبدالله البردوني) الذي له مسرحية عن الجن والعفاريت في منتهى الكوميديا وأبطالها الحقيقيين جن وعفاريت يتلاعبون بالبشر وإحنا اليمنيين مش قادرين نعمل مجرد إسكتش عن الجن والعفاريت في تاريخنا رغم الدور الخطير الذي قاموا به.
وفي أعماق جوجل وبين صفحات الويكيبيديا اكتشفنا تاريخا مرعبا للجن الاوربيين فلهم مدن خاصة بهم فمدينة مثل لندن تعد أكثر مدينة مشهورة بالأشباح وأشهرهم مصاص الدماء الحقيقي في هايرجيت الذي دفن في مقبرة عم بعدها الخراب المقبرة وشهد إنجليز أنهم رأوه يطاردهم بعد وفاته بسنوات.
وفي باريس يوجد في برج إيفل شبح فتاة صغيرة قام صديقها بدفعها من فوق البرج ولا زال زوار البرج يسمعون صوت ضحكتها إلى الآن، ومدينة روما الإيطالية تقع على سردايب الموتى وبها متحف زين بعظام 40000 راهب، وفي 11 سبتمبر كل عام يظهر شبح فتاة تحمل رأسها بين يديها.
وفي دبلن في إيرلندا وفي لويزيانا وكولورادو في أمريكا وإسكتلندا وتركيا وغيرها يوجد للجن والعفاريت والأشباح تاريخ وعادات وتقاليد وقصص لا يوجد نسبة صغيرة منا في بلاد جن اليمن، ومثلا في اليمن لم يظهر مصاصو الدماء من الجن والعفاريت لأن مصاصي الدماء من البشر قاموا بالمهمة على اكمل وجه وزيادة والله المستعان.