قيادي اشتراكي يتجاهل مشاريع الفوضى والانفصال في اليمن ويبكي على العراق وسوريا وفلسطين

على طريقة الخطاب اليساري القديم ولكن بعد تزيينه بمصطلحات الديمقراطية والاجتماعية ألقى د. محمد المخلافي نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني مداخلة في الاجتماع الدوري للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي الاربعاء الماضي حدد فيها حسب زعمه التحديات التي تواجه العرب والأكراد والأمازيغ بسبب المشاريع الساعية لإعادة الاستعمار ممثلة بالسامية العقائدية الإبراهيمية الإسرائيلية والفارسية العقائدية الايرانية والعثمانية العقائدية في تركيا التي تتنافس لتمزيق العالم العربي والسيطرة عليه ومن اجل ذلك تعمل على تغذية الحروب الأهلية عبر النزاعات الدينية المذهبية.
واستغرب متابعون للصراعات في العالم العربي أن المخلافي المتحمس لإدانة مشاريع الاستعمار القديم تجاهل مشاريع أخرى ذات أطماع استعمارية قديمة ايضا تعبث بالعالم العربي مثل الوجود الأمريكي في سوريا والعراق بدعوى حماية الأكراد ومكافحة الإرهاب والمشروع الروسي الذي يحتل جزء من سوريا وله قواعده العسكرية الضخمة الجوية والبرية والبحرية التي لا يستطيع الأسد نفسه أن يدخلها أو يزأر بجانبها واستخدمتها موسكو لتدمير سوريا والقضاء على القوى المعارضة الديمقراطية والعلمانية والإسلامية للنظام الأسري الطائفي فيها بهمجية تاريخية معروفة عن روسيا منذ أيام الدولتين القيصرية والاشتراكية وكما يحدث الآن في أوكرانيا.
د، المخلافي هاجم في مداخلته التحالف الحوثي المؤتمري الذي فجر الحرب المذهبية ناسيا أن حزبه وصحابته وإعلامييه كانوا من الشامتين الكبار بضحايا التحالف الحوثي العفاشي وروجوا أيامها لفكرة الخلاص من القوى التقليدية واستنكروا احتجاجاتها على سكوت الدولة والاحزاب واصفة إياها بعبارة عويل المنهزمين، ولاحظ متابعون أن المخلافي لم ينور أحزاب المنتدى الاجتماعي أن جزء من حزبه الاشتراكي اليمني متحالف مع سلطة الأمر الواقع في صنعاء وتشارك قيادات من المكتب السياسي واللجنة المركزية في المؤسسات السياسية العليا للسلطة المذهبية التي تحكم صنعاء الواقعة تحت سيطرة المشروع الفارسي الاستعماري القديم كما تشارك في إدارة الحرب الأهلية المذهبية بإشراف الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني إضافة إلى وجود قادة كبار من الحزب في صنعاء يقرون بشرعية سلطة الأمر الواقع ويلتقون مع قادتها في لقاءات رسمية في ظل صمت قيادة الحزب الاشتراكي في الخارج عن هذه الممارسات.
وفي سياق التجاهل للمشاريع المشبوهة تجاهل المخلافي تقييم أداء التحالف العربي الذي يسيطر على المناطق المحررة التي تعيش معظمها في معاناة كبيرة أمنيا واقتصاديا وغياب للدولة بسبب إصرار دولتي التحالف على تجاهل الحكومة الشرعية ورفض تمكينها من أداء دورها كسلطة شرعية فضلا عن تجميد حرب التحرير وحرمان الجيش الوطني من التسليح الحديث الموازي لتسليح مليشيات الحوثي التي تتدفق عليها الأسلحة الحديثة رغم الحصار الأممي المزعوم.
وعلى وجه الخصوص تجاهل المخلافي المشروع الخطير الذي تنفذه دولة الإمارات لفصل جنوب اليمن عن شماله من خلال دعمها صراحة للمجلس الانتقالي الجنوبي (المحسوب على فرع الحزب الاشتراكي في الجنوب ومعظم قياداته وكوادره من أبناء الحزب ومنهم أعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية) عسكريا بتشكيل قوات مسلحة أشبه بالجيش الرسمي ومليشيات امنية كاملة التسليح على شاكلة قوات الامن المركزي العربية، ودعم تشكيل هيئات سياسية وحزبية ومجتمعية تقوم مقام الدولة وتتبنى توفير كل أوجه الدعم المالي والسياسي والاعلامي واللوجستي له لتكريس واقع انفصالي يخضع لها ويأتمر بأوامرها مستغلة مشاركتها في التحالف العربي لفرض اجندتها مثل السيطرة على جزيرة سقطرة والجزر الاخرى والموانيء وسلخها تماما عن الوطن اليمني وفرض محافظين موالين لها معروفين بانتمائهم لحزب الرئيس السابق علي صالح.