لسنا وحدنا ولكننا السابقون المتميزون وبدون قرار حكومي: ملايين السعوديين يحتفلون بأول رجب يوما افتراضيا لميلادهم
يحتفل ملايين السعوديين يوم غد الاثنين الأول من رجب بيوم ميلادهم الجماعي على طريقة ملايين اليمنيين الذين تسجل لهم الأحوال المدنية بأنهم كلهم من مواليد 1/1.
ويعود هذا التوحد في يوم وشهر الميلاد في السعودية إلى قرار ملكي صدر قبل سنوات طويلة لمعالجة مشكلة عدم معرفة يوم وشهر ميلاد ملايين المواطنين بشكل دقيق عدا السنة التي ولدوا فيها حيث تم اختيار منتصف العام الهجري الأول من رجب ليكون يوم ميلاد هذه الشريحة الواسعة من السعوديين بسبب أهمية تحديد اليوم والشهر في عدد هام من المعاملات الرسمية لهم. ومع التطور الإداري والتقني اختفى ذلك التقليد الفلكوري بعد أن أصبح يتم تسجيل المواليد باليوم والشهر والساعة والدقيقة.
مصدر عريق في شؤون الأحوال المدنية في اليمن تحدث عن الفوارق الدقيقة بين الحالتين اليمنية والسعودية مبينا عددا منها مثل تشابه الدوافع مع فارق أنه في الحالة اليمنية ما تزال هذه الطقوس مستمرة رغم التطور التقني وإمكانية تسجيل المواليد باليوم والشهر بسهولة كما أنها تطورت مع الزمن لإمكانية أن يقوم المواطن بتعديل سنة ميلاده ذاتها بالتقديم ليتمكن من تزويج أولاده الصغار والصغيرات أو الحصول على مساعدات المنظمات الدولية أو الالتحاق بصفوف الجيش أو الأمن وإن كانت تطورات الحرب الأهلية قد ألغت هذه الحاجة في مناطق الحوثيين الذين توسعوا في تجنيد الأطفال ومنحهم رتبا عسكرية لم يحلم بأمثالها كبار القادة العسكريين في التاريخ الإنساني.
كذلك يمكن للمواطن اليمني تعديل سنة ميلاده بالتأخير لتفادي إحالته إلى التقاعد الوظيفي أو ليتمكن من الالتحاق بوظائف معينة تشترط عدم تجاوز سن معينة مثل الجامعات والكليات العسكرية والدفاع الجوي والشرطة وإن كان قد تم إلغاء هذا الشرط الأخير لدى الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي حيث صار الالتحاق بالكليات والمدارس العسكرية والأمنية لديهم مفتوحا لأي سن والشيء الحاسم هو الانتماء المناطقي والمذهبي.
ومن الفوارق بين الحالتين السعودية واليمنية حسب المصدر العريق أنه في الحالة اليمنية لم يصدر قرار رسمي بذلك والأمر يعود لمزاج موظفي الأحوال المدنية بسبب الصلاحيات الواسعة التي يمتلكونها واستعداد المواطن المعني لتعديل ذلك المزاج وتفتيح ذمة الموظف بأي نوع من الأسباب المعنوية أو المادية.
وعلى الرغم من تشابه الحالتين اليمنية والسعودية إلا أن هناك فارقا في تعامل موظفي الجوازات في المطارات المصرية واللبنانية مع مواطني الدولتين انعكاسا لقوة العملة الوطنية لكل دولة فالمسافرون اليمنيون الواصلون إل مطار القاهرة أو بيروت يتعرضون للتريقة بتسميتهم مسافري 1/1 أما المسافرون السعوديون فيتلقون تهاني موظفي الجوازات المصريين تسبقهم عبارة (أجدع تاريخ ميلاد يا بشوات مريح وسهل ويفتح النفس يا بختكم) أو موظفي المطارات اللبنانية الذين يشهقون عند رؤية تاريخ الميلاد الموحد مع عبارة (حبيب ألبي تاريخ حلو أوي تئبرني إن شاء الله).
