الكابتن هنس

الكابتن هنس= قائد عسكري بريطاني دفعته بلاده الإمبراطورية البريطانية لغزو عدن واحتلالها بمزاعم أن سكان المدينة الصغيرة قد استولوا على بضائع السفينة داربا دولت التي جنحت في شاطيء عدن بدلا من ان يحتفظوا بها سليمة ويعيدونها إلى ملاكها الأصليين. وتحت هذه الشعارات أخفى الكابتن هنس حقيقة مطامع بلاده في السيطرة على عدن التي عرفوا من خلال دراساتهم أهميتها الاستراتيجية في الطريق إلى الهند درة مستعمراتهم واستباقا لأي محاولة فرنسية للسيطرة عليها. والحقيقة أن بريطانيا بسبب جهلها بالطبائع اليمنية طالبت في البداية سلطان لحج التي تتبعه عدن برد المنهوبات المزعومة أو دفع تعويضات مقابل البضائع المنهوبة لكن السلطان العنيد رفض الدفع وفق قانون (خزيمة ما ترد ميت ومكة ما ترد طحين) وظن ان بريطانيا العظمى مثل الدول العربية فوفر ذلك فرصة لبريطانيا لغزو عدن واحتلالها لمدة 129 سنة مقابل بضائع تافهة لا تساوي شيئا مع هذه المدة الزمنية الطويلة من الاحتلال ويعلم الله وحده إن كانت فعلا تستحق هذا الثمن أو انها بضائع منهوبة بدورها او فاسدة منتهية الصلاحية وتخلصوا منها في عدن.
وفي يوم 19 يناير 1839م أتمت السفن البريطانية السيطرة على عدن بعد أن غلبت القوة والكثرة الشجاعة التي أبداها الأهالي في الدفاع عن بلادهم. ولكن لأنه لا يصح إلا الصحيح فقد انتهى الاحتلال البريطاني وانسحبت بريطانيا من عدن وانقطع وجودها فيها لكن اليوم صار يوجد عشرات آلاف من اليمنيين يعيشون في بريطانيا متجنسين او لاجئين ولو استمرت الهجرة اليمنية إلى بريطانيا بهذا المستوى فمن المتوقع إضافة إلى التزاوج والتناسل والتهريب على الطريقة اليمنية أن يأخذ اليمنيون بثأر بلادهم من بريطانيا ويأتي يوم يسيطروا على بلاد الإنجليز بحجة ان بريطانيا نهبت بلادهم 129 سنة ولم تعيد إليهم إلا بلادا غارقة في الازمات والفقر والجهل والحكام الجهلاء والعين بالعين والباديء اظلم. وكما ثار اليمنيون وفجروا ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني فاكيد سوف يثور الانجليز يوما ما ضد الاحتلال اليمني لبلادهم ويرفعوا شعار: برع يا استعمار برع من ارض الاحرار برع التي نشدها المطرب الإنجليزي المعروف موهمد موهسين عتروش.
ولأن الذي ينهب اليمنيين ما يحصل خير فقد كانت نهاية الكابتن هينس مثل وجهه واتهم بالسرقة والنهب والفساد المالي أثناء إدارته لمستمرة عدن تطبيقا لقاعدة من جالس قوما أربعين يوما صار منهم فما بالنا وهو عاش في اليمن عشرين سنة.