
تاريخ اليمنيين مع الجن وأنواعهم كالعفاريت (أي الأذكياء والنصابين والطيبين) والمردة والشياطين (أي كبار المجرمين العتاة) انتقل من عالم الأساطير إلى عالم الواقع ففي الواقع يمثل (المردة والشياطين) الساسة من كبار رجال الدولة من رؤساء ووزراء ووكلاء وقادة الاحزاب والمشايخ والعسكريين ورجال الأعمال والتجار. وفي عالم السلطة والحكم اشتهر الإمام أحمد حميد الدين بأنه أحمد الجني وأحمد يا جناه وهو أول مسؤول منذ النبي سليمان عليه السلام نجح في إقامة تحالف استراتيجي مع الجن بكل أنواعهم ويستخدمهم في إدارة الدولة وحكم اليمنيين وكان يربط الجن والإنس ويقطرنهم كما يشاء وكان هو شخصيا جنيا من المردة الكبار الذين يحق لليمنيين أن يباهوا بهم الأمم. كما يبدو من صورته الشهيرة. وكما أن جن سليمان لم يتحرروا من سيطرته عليهم إلا بعد موته فأيضا اليمنيين لم يتحرروا من سيطرة احمد الجني ودولته وقبيلته وعائلته إلا بعد أن مات أحمد يا جناه بعد سنة كاملة من قيام العلفي واللقية بمحاولة اغتياله وضربه بالرصاص وخزقوا جسمه خزواق بالرصاص لكن الجني الكبير تظاهر بالموت كما قيل ولم يتحرك حتى عندما وضع أحدهم جزمته فوق وجهه فشم جيفة الجزمة لكنه سكت وتماوت ثم فز لينتقم منهم.
وفي المواجهة للجن الكبار يمثل (العفاريت) عامة الشعب بكل فئاته الطالحة والصالحة الأذكياء والأغبياء البلاطجة والمساكين، المتعلمين والجهلة والشحاتين والموظفين (سابقا أما الآن فالكل شحاتين).
وبين هاتين الفئتين تدور المعارك ويتبادلون الاتهامات بالتسبب بالمشاكل والأزمات فالجن المردة والشياطين يتهمون العفاريت بأنهم سبب البلاء الذي حل بالبلاد منذ خلق الله اليمن إلى زمن إهمال صيانة سد مأرب وممارسة عادات غير نظيفة أثناء قضاء الحاجة على جدران السد العتيد الامر الذي أدى إلى تفتته تدريجيا حتى انهار كليا إلى زمن التحالف العربي الذي قتل الشرعية وهو يحارب لإعادة الشرعية إلى زمن الموت لأمريكا الموت لإسرائيل والصرخة التي لم تقتل إلا العفاريت اليمنيين.
والجن العفاريت يحملون الطرف الآخر مسؤولية كل مشكلة وأزمة يعيشها الشعب اليماني من انهيار سد مأرب بسبب نهب مخصصات الصيانة السنوية وإنفاقها على الأولاد والزوجات وبناء الفلل وشراء البقع والسياحة في أبوظبي وتركيا ومصر وأوروبا إلى انهيار الريال اليمني وقطع المرتبات والكهرباء وتخريب البلاد وفق سياسة تخريب المخرب وتدمير المدمر وإطفاء الطافي وقطع المقطوع.
الخلاصة أن الجن والعفاريت يحتلون مكانا كبيرا في التاريخ اليمني وفي الذاكرة الجماعية في العقلية اليمنية، ولهم حضور في تفاصيل الحياة اليومية رغم النكران الرسمي لهم وعدم الاعتراف بهم كأحد الجماعات المؤثرة في البلاد فلم يخصص لهم نسبة في مؤتمر الحوار الوطني ولا في الحكومات المتعاقبة ولا شاركوا رسميا في اجتماعات الكويت والسويد ولا الرياض ولا في أي بقعة من بقاع الحوارات اليمنية الطرشاء والعمياء والعقيمة ولو كانوا سمحوا بحضور رمزي للجن والعفاريت لانتهت الأزمة اليمنية من اول لقاء لأنهم سيعرفون منأول جلسة أن كل الحاضرين ناس من حق أم الجن لا يصلحون لشيء والواجب نحوهم أن يبزوهم ويرموهم في بحر الظلمات.
الخلاصة: شلوكم الجن وركبوكم العفاريت