
انتقدت أوساط إعلامية من المعارضين للسلطة الحوثية الانقلابية خطة هروب الناشط المؤتمري الشهير عيسى العذري بسبب سذاجتها التي ادت إلى سقوطه في الاخير في قبضة الحوثيين بعد مطاردة استمرت ثلاثة أيام فقط.
ولفت هذه الأوساط الأنظار إلى أن أول خطأ استراتيجي وقع فيه العذري هو ظهوره إعلاميا مبشرا الجماهير بنجاته وتحديد مكانه في الوقت الذي كانت تقتضي السياسة والحكمة ألا يتم الإعلان عن مكانه إلا بعد وصوله أو إعادة تموضعه في مناطق حراس الجمهورية وتحت حماية العميد طارق صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية والخبير العالمي الأول في تكتيكات الهروب والاختفاء وإعادة التموضع.
والخطأ الاستراتيجي الثاني الذي وقع فيه العذري أنه ظن أن الهروب الناجح مثل سهولة شرب بول الحبيب ونسي كيف يستفيد من خطة الهروب العالمية التي نفذها العميد طارق عند هروبه من صنعاء عقب فشل ثورة ٢ ديسمبر ٢٠١٧ وتضمنت ترويج اخبار موته وأداء صلاة الجنازة عليه وتقسيم تركته لإلهاء المطاردين له الباحثين عنه وإبقاء مصيره الحقيقي سرا إلى أن يصل إلى مناطق الأمان تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المعادي لأسرة عفاش التي يتهمها بشن الحرب العدوانية على الجنوب عام ١٩٩٤ ونهبه وقتل آلاف الجنوبيين وإفشال الوحدة السلمية وإقصاء شريك الوحدة.
واختتمت المصادر نقدها البناء بالإشارة إلى أن أي خطة هروب معرضة للفشل الكلي أو الجزئي وأن خطط هروب العميد والزعيم والأمين وعيسى العذري نفسه كانت أقل خطرا وتعقيدا بكثير من خطة هروب الرئيس عبدربه هادي الذي نجح رغم ذلك في الوصول بأمان إلى عدن وتحويلها إلى عاصمة مؤقتة قبل أن يقوم بالهروب الناجح مرة ثانية من عدن إلى سلطنة عمان قبل أن يستقر به الترحال في المملكة العربية السعودية استقرار لا هروب منه بعدها.