براميل الإعلام.. عندما تكون عناوين الأخبار براميل متفجرة

ليس في الأمر مبالغة، فمع المواقع الإخبارية الإلكترونية أنت مش هتقدر تغمض عينيك.. عناوين الأخبار تشبه البراميل المتفجرة لبشار الأسد.. فالعناوين الاخبارية في بعض المواقع كلها مفاجآت صادمة وتصريحات نارية وانهيارات صاروخية وتفاصيل مذهلة وتفجير مخاوف وقرارات تفرح الإنس والجن وتباشير سارة ومواقف مزلزلة.
والعجب كل العجب ان كثيرا من المتابعين يقعون في فخ تلك العناوين ويجدوا ان التفاصيل اخبار سخيفة او ان بعضها لم تحدث في اليمن اصلا، ولكنهم يتابعونها دائما ربما طمعا في الحصول على خبر جيد ولو لمرة واحدة.
يذكرنا الامر بصحيفة المستقلة لصاحبها أحمد سيف حاشد (قبل إعادة التموضع)، أو أحمد حاشد هاشم (بعد إعادة التموضع)، والتي كانت تطفح صفحتها الأولى بعناوين متفجرة لم تجد مثلها الا في حزمة مواقع تجدها في محرك البحث “صحافة نت”.. ومن بين عناوينها: رجل يدخل إلى مطعم وبعد خروجه يكتشف أنه تحول إلى أنثى.. وفي العدد التالي خبر بعنوان: فتاة ذهبت للتفرطة عند صديقاتها وتتفاجأ أثناء عودتها أنها تحولت إلى رجل.. وفي عدد ثالث يسرق صورة فنانة كوردية من الإنترنت ويفعل خبرا عجيبا غريبا عنوانه: ماتت وبعد دفنها خرجت من القبر ففروا هاربين منها.. وهكذا من الأخبار الحامدية الحاشدية الهاشمية.
كما أن للإعلام الإلكتروني اليمني كثيرا من الهفوات والأخطاء المتداولة بسبب النسخ واللصق المتداول بين المواقع.. واخطاء مهنية ناجمة عن المحاولات الدؤوبة لإعادة التموضع او الانسحاب التكتيكي.. فلكل زمان رجاله واعلامه وبقاشيشه وعطاياه ونفثاته.. وبراميله الإعلامية..
وتخيلوا ان القنوات الفضائية تسلك نفس مسلك بعض المواقع الإلكترونية وتبدأ موجز الأخبار كما يلي: سيداتي سادتي.. نقدم لحضراتكم نشرة أخبار التاسعة والبداية من العناوين:
- خبر مفرح لجميع المواطنين اليمنيين من السعودية..
- طارق صالح يزلزل عروش الحوثيين بهذه الإجراءات..
- مقتل قيادي حوثي بارز مقرب من عبدالملك الحوثي الذي أصيب بكآبة عندما سمع الخبر..
- الأمم المتحدة تفجر مفاجآت صادمة لليمنيين..
- بشرى سارة للموظفين سيتم صرف المرتبات فورا وبدون تأخير..
- سقوط القصر الجمهوري وقوات الانقلابيين تقتحم القصر وتسيطر عليه (ويتضح أن الخبر في دولة إفريقية)..
- طارق عفاش يوجه تحذيرات نووية للحوثيين..
وهكذا عناوين من هذه بلا حدود، والتي تتكرر يوما بعد يوم.. ولم يمل منها الذين يكتبونها ولا الذين يقرؤونها.. ولا الذين ينسخونها ويلصقونها ويغيروا قليلا في عناوين.. فالخبر الصادم يتحول إلى مفاجئ.. والتصريحات الخطيرة تتحول إلى تصريحات نارية.. والنارية الى خطيرة.. وغير ذلك من الاخبار والعناوين التي لا تخطر حتى في بال الشياطين.